وكان فريق انقاذ فرنسي عاين الفتاة من طائرة هليكوبتر ورآها تعوم، فظنوها شاباً، ورموا بحبل إنقاذ اليها لتتمسك به، الا أن "الشاب" لم يفعل برغم نداءات أطلقوها من المكبرات، فاضطر أحد عناصر الانقاذ الى القفز نحو الماء وسط رياح وأمواج عاتية وأمسك بها، وفي الطائرة علموا بأنها ليست الا مراهقة صغيرة، ثم أسرعوا يحاولون تدفئتها "لأنها كانت ترتجف باستمرار من الذعر والبرد معاً على ما يبدو".
وقال الدكتور منصور ان الفتاة وصلت واعية الى المستشفى، مع بعض الارهاق، وفي المستشفى خضعت لعناية سريعة وفحوص واستعادت وعيها سريعاً وبالكامل. وقال ان الفتاة هي من جزر القمر، لكنها تحمل الجنسية الفرنسية، وكانت تقيم مع والدتها في مدينة مرسيليا بالجنوب الفرنسي، ويبدو أن الأم وابنتها سافرتا من مرسيليا لقضاء عطلة في قريتهما بموروني، فحدثت الكارثة التي قضى فيها 153 شخصاً.
وقال انه علم بأن الفتاة مسلمة بعد أن تعرف الى خالاتها اللواتي علمن من سلطات المطار بأن مراهقة بعمرها ومواصفاتها كانت الناجية الوحيدة، فهرعن الى المستشفى ليجدنها في غرفة تستريح وقد استعادت وعيها بالكامل، برغم اصابتها برضوض متوسطة الخطر.
وقال منصور: "علمت من الحالات القليلة من المعلومات عن بكاري، علمت بأنها لن تعود الى مرسيليا، بل ستبقى مع خالاتها حين تخرج من المستشفى بعد أسبوع كما أتوقع لتقيم معهن في قرية "ني أوماتزاها"، حيث يقمن في أرياف موروني. ورفض الدكتور منصور رواية المزيد، أو بث صورة للمراهقة الصغيرة، قائلا ان القانون يمنعه، وطلب الدعاء لها بالشفاء العاجل.
ومن ناحية أخرى، علمت "العربية" ان وزير النقل والمواصلات الفرنسي وصل الى جزر القمر، وهو الآن يزور المراهقة التي نجت، وقال انه يود العودة بها الى فرنسا. الا ان خالاتها قمن باحتجاج في المستشفى ورفضن هذه الخطوة.
وقال الدكتور آدا إن الفتاة ستتوجه الى باريس اليوم برفقة وزير التعاون الدولي والفرانكفونية، الفرنسي شارل جوسلان، على متن طائرة خاصة، ويتوقع أن تغادر أول الليل، وذلك بعد اتصال اجراه والدها من باريس وأبلغ فيه خالاتها برغبته بعودتها.
وذكر ان المراهقة أصيبت بحروق في قدميها وجرح في عينها اليسرى وكسر بسيط في الكتف الأيسر.